الصرع هو حالة مزمنة يمكن أن تصيب الأشخاص من جميع الأعمار والأجناس. يعد ضمن أحد الحالات المرضية التي يعاني منها العديد من البشر حيث أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية الى أن أربعة لعشرة بين كل ألف شخص يعانون منه. ثمانون بالمئة من هذا العدد يعيشون في الدول النامية. ينتج الصرع عن اضطراب عصبي يؤثر على الدماغ يتبعه نشاط كهربائي غير طبيعي ، مما قد يؤدي إلى حدوث نوبات.


 النوبات هي أهم أعراض الصرع,  يمكن أن تختلف في شدتها ومدتها ، وقد تنطوي على تشنجات أو فقدان للوعي.  يمكن أن تحدث النوبات بسبب مجموعة متنوعة من العوامل ، بما في ذلك الإجهاد ، وقلة النوم ، وتعاطي الكحول أو المخدرات ، أو الأضواء الساطعة.


 هناك العديد من أنواع الصرع المختلفة ، ولكل منها مجموعة من الأعراض والمحفزات الخاصة به.  قد يعاني بعض الأشخاص من نوع واحد فقط من النوبات ، بينما قد يعاني البعض الآخر من أنواع متعددة.


 يشتمل تشخيص الصرع عادةً على تاريخ طبي شامل وفحص بدني ، بالإضافة إلى اختبارات مثل مخطط كهربية الدماغ (EEG) لقياس نشاط الدماغ.  عادةً ما يتضمن علاج الصرع دواءً للسيطرة على النوبات.  في بعض الحالات ، قد يُوصى بإجراء عملية جراحية لإزالة الجزء المسؤول عن حدوث النوبات في الدماغ.


 يمكن أن يمثل التعايش مع الصرع تحديًا لكل من المرضى وعائلاتهم.  يمكن أن تكون النوبات غير متوقعة ومدمرة للحياة اليومية.  ومع ذلك ، مع العلاج والإدارة المناسبين ، يمكن للعديد من المصابين بالصرع أن يعيشوا حياة كاملة ونشطة.


 من المهم للأشخاص المصابين بالصرع أن يتخذوا خطوات لإدارة حالتهم وتقليل خطر الإصابة بالنوبات.  قد يشمل ذلك تناول الأدوية على النحو الموصوف من قبل الطبيب ، والحصول على قسط كافٍ من النوم ، وتجنب المحفزات مثل الكحول أو المخدرات ، وارتداء سوار تنبيه طبي في حالة الطوارئ.


 الصرع هو اضطراب عصبي معقد يتطلب إدارة وعلاج دقيقين.  من خلال الرعاية والدعم المناسبين من المتخصصين في الرعاية الصحية والأحباء ، يمكن للأشخاص المصابين بالصرع أن يعيشوا حياة مرضية على الرغم من حالتهم.


العديد من الأدوية يجري استعمالها حاليا لعلاج هذا الإختلال، و لأن أدوية الصرع توصف بصورة مزمنة فإن هنالك العديد من الأسئلة التي تطرح حول أمان استعمال هذه العلاجات في ظل وجود ظروف سريرية أخرى. و لعله من أهم الحالات التي يكون فيها السؤال عن مأمومنية الدواء من الأهمية بمكان هو حالة الحمل، حيث أنه في الإحتراس الشديد هذه الحالة الحساسة صادر من فكرة التعامل مع صحة شخصين هما الأم و جنينها. ,و لسوء الحظ القليل جدا من الأدوية التي يتم استعمالها في علاج حالات الصرع تحمل مخاطر صحية على تطور الجنين. و ما يزيد الأمر تعقيدا هو أن الصرع إذا لم يتم التعامل معه من شأنه أن يضر بصحة الجنين. لذلك و بحسب وزارة الصحة البريطانية إذا كانت المرأة تتناول علاج للصرع و تخطط للحمل، يجب عليها اخذ حبوب مانع الحمل حتى تستشير الطبيب حول ذلك. حرصا على سلامة الجنين من مخاطر استعمال هذه الأدوية، و سنستعرض هنا الأضرار المترتبة على الأدوية الأكثر شيوعا. 


 

  • فالبروات الصوديوم/ حمض الفالبرويك.

حسب ما ورد في توجيهات منظمة الدواء و الغذاء الأمريكية فإن استعمال دواء صوديوم فالبرويت/ حمض الفالبرويك ( ايبليم®,ايبڤال®، ديباكين®) أثناء فترت الحمل من شأنه أن يتسبب في أضرار جسيمة على تطور الجهاز العصبي للطفل و قد ينتج عن استعماله طفل بقدرات عقلية أقل، و لا يتم اللجوء له إلا بقرار الطبيب المختص. و في هذا الشأن اشارت  منظمة الخدمات الصحية القومية التابعة لوزارة الصحة  البريطانية فإنه إذا تقرر استعمال هذا الدواء أثناء فترة الحمل فيجب على المرأة الحرص على تناول حمض الفوليك بانتظام حتى يقلل من الآثار التي يمكن أن تنشأ في التطور العصبي للجنين.

 

  • فينوباربيتال/ فينوباربيتون

حسب ما جاء في موقع ميدسكيب الأمريكي فإن دواء فينوباربيتول بأسمائه التجارية المختلفة من الأدوية التي يجب أن يتم تجنب استعمالها خلال فترة الحمل ما لم تكن هنالك ضرورة قصوى، هذا لما يمكن أن يتسبب به هذا الدواء من أضرار على صحة الجنين.  وفي حال اللجوء عليه فإنه يتعين تناول الأم و الطفل لفيتامين ك.

 

  • فينايتوين


تبعا لما أوردته منظمة الغذاء و الدواء فإن دواء فينايتوين من الأدوية ذات المخاطر العالية التي لا ينبغي استعمالها خلال فترة الحمل ما لم تكن هنالك ظروف تدعي لذلك، هذا حيث أنه يضر بصحة الأم و جنينها، و من أشهر ما جاء فيه أنه يتسبب في إنجاب مولود مصاب بالشفة الأرنبية. بالأضافة لذلك فإن كلا من دواء فينايتوين و فينوباربيتال يمكن أن تؤثر على الجنين في مرحلة الرضاعة، لذلك يجب على المرضعة تفادي إرضاع جنينها إذا كانت تستعملهم مرجع. 

 

  • كاربامازيبين


بناء على ما ورد في تقارير منظمة الغذاء و للدواء، وزارة الصحة البريطانية، و المكتبة العلمية للطب الباطن،  فإن دواء كاربامازبين (متوفر بأسماء تجارية مختلفة اشهرها: تيقريتول®) يمكن أن يتسبب في نفس الأضرار المتعلقة باستعمال فالبروات الصوديوم.


 

  • الادوية الاكثر أمان

بالحديث عن الأدوية التي يمكن أن تستعمل في فترة الحمل فإن دوائي ليفوتايراسيتام (كيبرا®) و لاموتريجين هما أفضل  الخيارات التي يكن استعمالها خلال فترة الحمل بأقل المخاطر.