(الأسم اللاتيني:  Trigonella foenum graecum) الحلبة





هي نبات موسمي يعود تاريخه إلى آلاف السنين و قد جرت عادة البشر على استعماله في سياقات متعددة، فتارة يستعمل لصنع الأطباق الغذائية و تارة يستعمل كبهار و منكه للعديد من الوصفات. هذا و قد استعمل البشر حبوب هذا النبات و أوراقه في العديد من الوصفات الطبيعة، فنجد حبوبه مثلا تُغلى و يُعطى مستخلصها لعلاج تهيج المعدة و اعراض المصران العصبي، كما أن حبوبه اُستعملت لعلاج الخراجات السطحية، في بعض البلدان مثلا تُقدم الحلبة للنساء المرضعات لإدرار المزيد من اللبن للرضيع، و في بعض الثقافات ارتبطت بالمساعدة في اكتساب الوزن، و لكن يبقى السؤال حول صحة الدعوى الأخيرة قائمة حتى نهاية هذا المقال الذي بانقضائه سنجاوب على العديد من الأسئلة حول سلامة استعمال الحلبة في ادرار الحليب و اكتساب الوزن و ما الأساس العلمي الذي يثبت/ينفي ذلك.

تأثير الحلبة على ادرار الحليب:

أثبتت دراسة تم اجراءها في العام 1998 أن نبات الحلبة له تأثير ايجابي على ادرار اللبن بل و نسبة الدهون في الحليب الناتج، اجريت الدراسة في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية على مجموعة من الماعز الحلوب.1 الأمر زاته تمت ملاحظته في الإنسان و قد عزى الباحثون ذلك إلى كون أن  بذور و أوراق شجر الحلبة تحتوي على مواد من شأنها أن تحفز الغدد الإفرازية ( الثدي أحد هذه الغدد) كما أنها  تحتوي على  مصادر أولية للهرمونات الاسترويدية. و لكن بالنظر إلى المراجعة المنهجية التي أجريت في مدرسة الصيدلة في جامعة ماناش الماليزية و التي عكفت على تحليل خمسة دراسات باجمالي 122 عينة لدراسة تأثير الحلبة على ادرار اللبن في الإنسان، نجد أن الحلبة ساعدت في ادرار الحليب بعد 24 الى 72 ساعة في معظم الحالات مقارنة بالحالات التي لم تُعطى شئ، لكن تأثير الحلبة كان مشابها و في بعض الحالات أقل من تأثير بلح النخيل و زهرة الغمض العطرة، و التي يمكن أن تستعمل كبدائل لها في حال وجود مانع من استعمالها 2. و بالحديث عن الموانع فإنه بالإضافة للتفضيلات الذوقية فإنه أهم ما يخص هذا النبات هو أنه يمتلك العديد من التعارضات الدوائية و الآثار الجانبة التي تجعل من استعماله في بعض الحالات موضع نظر و يحتاج لاستشارة طبيب مختص أو صيدلي، نذكر منها: 3

الأعراض الجانبية المحتملة:

  • بعض المكونات في نبات الحلبة تأثر على عملية تجلط الدم، و الذي يجعل من استعماله للنساء اللاتي يعانين من مشاكل تتعلق بتجلط الدم، المرضعات اللاتي لهن تاريخي مرضي متعلق بالدم. 
  • المرضعات اللاتي يتناولن أدوية سيولة الدم و أهمها الوارفرين.
  •  المرضعات اللاتي يتناول مسكنات ألم لا استرويدية (الأسبرين، ايبوبروفين، دايكلوفيناك، ميلوكسيكام..الخ).
  •  المرضعات اللواتي عانين من نزيف مهبلي أو احتماليات حدوث مرتفعة.
  • الحلبة يمكن أن تزيد من تقلصات الرحم مما يتسبب في الاجهاض، لذلك وجب استشارة الطبيب او الصيدلي للنساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل.
  • الحلبة تحتوي على مواد كيميائية تقلل من ضغط الدم و نسبة السكر فيه، مما يجعلها عرضة للتعارض مع علاجات البول السكري لا سيما الإنسولين، و علاجات ضغط الدم المرتفع و أمراض القلب و الشرايين، كما أنها يمكن أن تؤدي لهبوط الضغط و/أو السكر في الحالات الطبيعية.
  • الحلبة أيضا تؤثر على مرضى الربو الشعبي، و لو أن بعض الآراء قد هدت لاستعمال الحلبة لتخفيف أعراض الربو، إلا أنها في حالات أخرى كانت سبب في مفاقمة أعراضه مما يجعلها موضع شك.
  • كذلك في بعض الحالات سجلت أعراض جانبية مثل الشعور بالحمى و الصداع و الغثيان و التعرق المتزايد.

 التداخلات الدوائية:

 عطفا على الآنف ذكره فإن الحلبة تزيد من فقدان البوتاسيوم، لذلك ينصح بعدم تناولها للمرضى الذين يستعملون أدوية من شأنها أن تقلل نسب البوتاسيوم في الجسم و أشهرها: المدررات,  علاجات الإمساك, فلودريكورتسون و أشباه الألدسترون.

تأثير نبات الحلبة على الوزن:

على عكس ما هو سائد فإن مستخلص نبات الحلبة من الوصفات التي تستخدم لإنقاص الوزن، فحسب دراسة أجريت في العام 2005 لاختبار تأثير النبات على الوزن، فإن احتوائه على مادة هايدروكسي ايزوليوسين يكسبها القدرة على تقليل الدهون الثلاثية في الجسم. كما أن الغلاكتومنان في النبات هو مسبط جيد للشهية، لذلك ينصح البعض بتناول مستخلص الحلبة في الصباح الباكر للمساعدة في التخلص من الوزن الزائد 4.

هذا ايضا ما ذهبت نحوه دراسه أجريت في العام 2010، و التي كان الغرض منها في البداية هو اختبار فرضية أن نبات الحلبة يعزز من الشهية و بالتالي يؤثر إيجابا على الوزن، لكن النتائج ذهبت في اتجاه تعزيز حقيقة أن الحلبة تساعد في تقليل استهلاك الدهون في الجسم 5
دراسة أخرى نشرت في العام 2012 خلصت لأن مستخلص نبات الحلبة يحتوي على مركبات من شأنها أن تمنع امتصاص الدهون- خاصة الكولسترول- من الأمعاء، مواد مثل السابونين و الألياف الطبيعية، مما أدى إلى هبوط في مستويات الدهون الثلاثية و الدهون البروتينية في الدم، كما أن الدراسة و ذهابا على خطى كل الدراسات المؤيدة لأن الحلبة يمكن أن تساعد في زيادة الوزن عزت ذلك لأن مستخلص البذرة يساعد في تحفيز الشهية، مما يعني أنه في حال تناول النبات لأغراض زيادة الوزن، عليك أن تختار نوعية الطعام الذي تريده بعناية، مثلا أن تتبع نظام غذائي غني بالبروتين و الدهون و الكاربوهيدرات، و تستعمل الحلبة فقط كعامل يفتح شهيتك لتناول الكميات الكافية من الطعام 6.
في مقال منفصل سنتناول تأثير الحلبة الإيجابي لمرضى السكري و الحالات الأخرى.


 كل ما ورد في هذا المقال و في كل المدونة, مبني على بحوث علمية نشرت في مجلات موثوقة يمكنك التحقق منها بالضغط على رقم المصدر.